نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 214
أَوْ يَعْفُوَا، يختص أبا البكر، قاله الزهري، والأول أصح، لأن عقدة النكاح خرجت من يد الولي، فصارت بيد الزوج، والعفو إنما يُطلق على ملك الإِنسان، وعفو الولي عفو عما لا يملك، ولأنه قال:
وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ، والفضل في هبة الإنسان مال نفسه، لا مال غيره. قوله تعالى: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى، فيه قولان: أحدهما: أنه خطاب للزوجين جميعاً، روي عن ابن عباس، ومقاتل. والثاني: أنه خطاب للزوج وحده، قاله الشعبي، وكان يقرأ: «وأن يعفو» بالياء. قوله تعالى:
وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ، خطاب للزوجين، قال مجاهد: هو إتمام الرجل الصّداق، وترك المرأة شطرها.
[سورة البقرة [2] : آية 238]
حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (238)
قوله تعالى: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ، المحافظة: المواظبة والمداومة، والصلوات بالألف واللام ينصرف إلى المعهود، والمراد: الصلوات الخمس.
قوله تعالى: وَالصَّلاةِ الْوُسْطى قال الزّجّاج: هذه الواو تنصرف إلى المعهود والمراد الصلوات الخمس إذا جاءت مخصصة، فهي دالة على فضل الذي تخصّصه، كقوله تعالى: وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ [1] قال سعيد بن المسيب: كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، في الصلاة الوسطى هكذا، وشبك بين أصابعه [2] .
ثم فيها خمسة أقوال: أحدها: أنها العصر.
(123) روى مسلم في أفراده من حديث عليّ رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال يوم الأحزاب:
«شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ قبورهم وبيوتهم ناراً» .
(124) وروى ابن مسعود، وسمرة، وعائشة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنها صلاة العصر.
أخرجه البخاري 2931 و 4111 و 4533 و 6396 ومسلم 627 وأبو داود 409 وأحمد [1]/ 122 والدارمي [1]/ 280 من طريق هشام بن حسّان عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي. وأخرجه مسلم 627 ح 203 والترمذي 2984 والنسائي [1]/ 36 وأحمد [1]/ 135 و 37 و 153 و 154 والطبري 5425 و 5432 من طرق عن أبي حسّان عن عبيدة. وأخرجه مسلم 627 ح 205 وعبد الرزاق 3194 وأحمد [1]/ 81 و 82 و 83 و 126 و 146 والطبري 5427 و 5429 والبيهقي [1]/ 460 و [2]/ 220 من طريق الأعمش عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عن شتير بن شكل عن علي.
حديث ابن مسعود، أخرجه مسلم 628 والترمذي 181 و 2985 والطيالسي 366 وأحمد [1]/ 392 و 403 و 404 و 456 والطبري 5433 والطحاوي [1]/ 174 والبيهقي [1]/ 461 من طريق محمد بن طلحة عن زبيد بن الحارث عن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود. قال حبس المشركون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صلاة العصر حتّى احمرّت الشّمس أو اصفرّت. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر. ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا» أو قال: «حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا» .
- وحديث سمرة أخرجه الترمذي 2983 وأحمد 5/ 13 و 22 ولفظه «إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: صلاة الوسطى صلاة العصر» . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وحديث عائشة أخرجه مسلم 629 وأبو داود 410 والترمذي 2982 والنسائي 66 وأخرجه مالك [1]/ 138- 139 وأحمد 6/ 73 و 178 والطحاوي في المعاني [1]/ 172 وابن أبي داود في المصاحف ص 84 والبيهقي [1]/ 462 من طريق زيد بن أسلم به. وأخرجه الطبري 5470 من طريق زيد بن أسلم أنه بلغه عن أبي يونس: عن عائشة. وأخرجه مسلم حدثنا يحيى بن يحيى التميميّ قال قرأت على مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولى عائشة، أنه قال: «أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا وقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذنّي: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى [البقرة، الآية: 238] فلمّا بلغتها آذنتها. فأملت عليّ:
حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر. وقوموا لله قانتين قالت عائشة سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. [1] البقرة: 97. [2] أخرجه الطبري 5495 عن قتادة عن ابن المسيب، وفيه إرسال بينهما فإن قتادة لم يسمعه من سعيد فهو ضعيف. وقوله «وشبك بين أصابعه» أي مختلفين كما في رواية الطبري.
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 214